الخميس، 13 أكتوبر 2011

ياليت حظى مثل حظ ( جـلـيـبـيــبـا )

فى أحد الأيام كان يجلس الى النبى (صلى الله عليه وسلم ) شاب أسمه ( جــلــيــبــيــب ) من خيار شباب الصحابه ، لكنه كان فقيرا معدما ، وقد حرص النبى صلى الله عليه وسلم دائما أن ينتقى الأحاديث ويختار الكلام المناسب فى الوقت المناسب للأنسان المناسب ، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم التزويج ....
فلم يزل النبى صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص لتزويج جليبيب ، حتى جاء رجل من الانصار يوما يعرض أبنته الثيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتزوجها ..فقال : نعم يا فلان زوجنى أبنتك ) فرد قائلا : نعم ونعمين يا رسول الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنى لست أريدها لنفسى ) قال فلمن . قال ( لجليبيب )
فقال الرجل متفاجئا جليبيب!!جليبيب!!! فذهب الرجل يعرض الامر على زوجته فتفاجأت أيضا وقالت : جليبيب!!!جليبيب!!!
فهم يعرفان انة شاب فقير معدوم
فقالت الأم : ( حلقى لجليبيب !! لا لعمر الله أزوج جليبيبا ، وقد منعناها فلانا وفلانا)
فصاحت الفتاة من خدرها بأبويها : من خطبنى إليكما ؟ قالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت : أتردان على رسول الله أمره ؟إدفعانى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنه لن يضيعنى . فذهب أبوها الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله شأنك بها فزوجها جليبيبا ، فزوجها النبى صلى الله عليه وسلم جليبيبا ودعا لهما

(( اللهم صب عليهما الخير صبا ، ولا تجعل عيشهما كدا كدا ))

فلم يمض على زواجة أيام حتى خرج النبى فى غزوة وخرج معه جليبيب ، فلما أنتهى القتال وبدا الناس يتفقد بعضهما بعض سألهم النبى ( هل تفقدون من أحد ) . قالوا : نفقد فلانا وفلانا .. فسكت قليلا ثم قال ( هل تفقدون من أحد ) . قالوا : نفقد فلانا وفلانا
قال : ( ولكنى أفقد جليبيبا ) فظلا يبحثا عنه حتى وجدوه إلى جنب سبعه من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه .

فوقف النبى صلى الله عليه وسلم ينظر الى جثته ثم قال (( قتل سبعه ثم قتلوه ، قتل سبعه ثم قتلوه ، هذا منى وأنا منه ))
ثم حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه ، وأمرهم أن يحفروا له قبره ، قال أنس : فمكثنا نحفر القبر ،وجليبيب ماله سرير غير ساعدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى حفر له ثم وضعه فى لحده .
قال أنس : فوالله ما كان من الأنصار أيم أنفق منها ( أى تسابق الرجال أليها كلهم يخطبها بعد جليبيب ) .. المقصود بها زوجة جليبيب

مقتبس من كتاب فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الرحمن العريفى
كتاب / استمتع بحياتك
صفحه 78
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعقيب بسيط :

كم أتمنى تلك الدعوه التى جعلتنى أكتب تلك الكلمات التى تساوى الدنيا وما فيها من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (( اللهم صب عليهما الخير صبا ، ولا تجعل عيشهما كدا كدا ))
يا ليت حظى مثل حظ ( جـلـيـبـيــبـا ) فى تلك الدعوه وتلك الشهادة العظيمه

يا حبيبى يا رسول الله ^_^

الخميس، 6 أكتوبر 2011

كرامتى مش للبيع


كرامتى مش للبيع
هل سبق لك ورأيت كرامة للبيع من قبل؟ بالطبع اجابتك لا
لكن إجابتى مختلفة / ( بل نعم قد رايتها حقا )
وقد رأيتها انت حقا عزيزى القارئ وسوف تكتشف هذا بالفعل
الم تر رجلا مسكينا لا يملك قوت يومة ولا يملك كساءا يؤية من البرد؟
الم تر شابا قويا ولكنة ضعيف جدا...ذليل....لا يقدر على ابداء رأية فى مجتمعة؟
الم تر طفلا بائسا فاقد  حقة فى التعليم معرض للتحرش ؟
الم تر امرآة مهانة مظلومة تتعرض للأقصاء والتهميش والتعسف من زوجها محرومة من اطفالها؟
لقد رأيت ورأيت ورأيت واكثر من ذلك .... هذا ما يدور فى ذهنك
اذن بماذا نسمى ما يحدث؟
انها كرامة للبيع..... كرامة تباع....... كرامة الرجل ..تباع , كرامة الشاب .. تباع , كرامة الطفل ..تباع , كرامة المرآة .. تباع.
اهانة الكرامة اخوانى فى الله ليست مقتصرة بمفهومها الضيق على انها
حروبا او اغتصاب لاراضى او موت انسان غير مذنب
بل وهى ايضا سلب حق الانسان فى سد احتياجاتة الاولية
 ( كالطعام والشراب والمسكن والملبس وحرية الاعتقاد والدين والسفر وحرية التعبير عن رأية)
ولنأخذ مثلا غريزه الجوع فالانسان الجائع لاتهمه اي كرامات غير فقط سد رمقه وسد جوعه ولهذا نلاحظ بالامم الفاضله تكون اولياتها هي القوت لانها تؤمن بان الجوع ممكن لة  ان يحطم اقوى الارادات وممكن ان يتنازل الانسان عن الكثير بل عن جميع مبادئه فى سبيل سد جوعة .
لاشك ان الخطوة الأولى في طريق صياغه الانسان وتنشئته والارتقاء به هى
جعله يشعر بكرامته وقيمته وقدرنفسه . فالاسلام يرى كما نعلم جميعا ان
الانسان خليفة الله على الأرض ..علمه الله الاسماء كلها واسجد له جميع
الملائكة.و مفهوم الاستخلاف يوضح استقلال الانسان وحريته في التصرّف على
الأرض وهو ما يعطينا صوره عن إمكانيات الإنسان الهائلة وتمكنه من معرفة
جميع الموجودات والقوة االحاضره في دائرة استخلافه والتي جعلت كل شئ تحت تصرفه
.فتعليم الاسماء والاستقلاليه والتسخير تعطينا صوره عن حجم
التكريم الذى كرمه الله للانسان ..(ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر
والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً)


 ومن هنا نجد انة عبر التاريخ كان الكفاح مستمر من اجل الكرامه وكان الانتصار حليف المدافع عن قضية تمس حياته مهما طال الزمن فجميع الثورات كانت بتضحية الكثير من الدماء و لولا تلك الدماء لما وصلنا الى تعريف الكرامة كما نعرفها .
فمثلا لولا ثورة الفلاحين و العمال و المقهورين لكنا حتى الآن نرى العبيد لدى الاسياد بدون اي فسحة لأي أحلام شخصية كبيرة كانت او صغيرة
ولولا الكرامه ما دافع انسان عن ارضه وعرضه ومن يتذوق معنى الكرامة والعنفوان الحقيقيين تجده لا يأبه للاستمتاع بأي شئ آخر في الدنيا
فهي ترتفع بالإنسان ليشعر أن حتى نيران الأعداء لن تطاله لذلك تجد المجاهدين دائماأكثر أقداما وشجاعة خلال المعركة ولا يهابون شيء
وهذا طبعا يختلف عن من يرضى أن يبيع كرامته مقابل ثمن بخس أو يتظاهر بأن كرامته مصانة فقط لكي لا يتحمل أعباء الدفاع عن كرامته فهو ليس الا صاحب نفس ضعيفة وقلب هين  ...
ومن هنا نجد ان للكرامة عدة تعريفات منها//
 ( تلبية الاحتياجات الاولية والطبيعية للانسان )
( الا يعيش الانسان ذليلا تحت رحمة اي عدو
او اي انسان )
(الكرامة جوهر أنسانية الأنسان وأصل وجوده لذاواجب علينا صونها وفضح كل من يساهم في المساس بقدسيتها )
(الايمان بالفكرة والمبدا والدفاع عنها حتى الرمق الاخير )
(ان نصون النفس برد الفعل )

لو كانت الكرامة تتكلم لصرخت و قالت انا خلقت و احيي مع المجاهدين اينما كانوا و انا افتخر لان يحملني المجاهدين على اكتافهم